-->

هل التدخين إدمان ؟! واى علاجه وكيف تنتهى من علاجه

هل التدخين إدمان ؟! 

التثقيف الصحي 

ما هو السر الحقيقى وراء ارتباط الإنسان بالسيجارة ؟
هل هناك علاقة بين شخصية الإنسان وارتباطه بالتدخين ؟!
السيجارة بين أصابعه دائماً .. لقد أصبحت جزءاً من ملامحه وترتفع الصيحات :
ومع ذلك فإنه لا يفكر فى طلاق السيجارة التى لا تفارق شفتيه ..
وقد يحدث الفراق .. ويبتعد عن التدخين .. وهنا تحدث المتاعب :
(الصداع .. القلق .. المتاعب الهضمية فى بعض الأحيان) ..
ويضيع الصوت الذى يحذر .. ويصبح الحلم مجرد سيجارة واحدة تعيد إليه توازن عقله ..
وتمتد الأصابع المرتجفة لتبحث عن سيجارة .. ومع أول رشفة دخان يعود الارتياح إليه .. وما أحلى الرجوع إليه .. إلى معشوقته السيجارة!!

معنى هذه الظاهرة :

والظاهرة التى بحثها العلماء فى هذا العصر ظاهرة الارتباط الدائم والقوى بالتدخين ..
هذا بالرغم من التحذيرات المتتالية التى يعلنها الأطباء عن مضار التدخين الصحية بل والنفسية أيضاً.
فى دراسة من هذه الدراسات احتار العلماء مجموعة من المدخنين وكان معروفا أن كل واحد منهم يدخن ثلاثين سيجارة فى اليوم ..
وبالتحليل الدقيق .. تم تحديد كمية النيكوتين الموجود فى هذا العدد من السجائر ..
واستخلصوا هذه الكمية بالفعل وعدلوها إلى أقراص يبتلعها المدخن ..
وتوقف المدخن عن التدخين واكتفى بابتلاع الأقراص النى تحتوى على نفس كمية النيكوتين الموجود فى عدد السجائر التى تعود أن يدخنها ..
وخلال أيام من التوقف عن التدخين وابتلاع الأقراص فى نفس الوقت ظهرت على هذا المدخن مجموعة من الأعراض .. منها التوتر .. الصداع .. الأرق .. الإحساس بالملل .. بل والاكتئاب أيضاً ..

وهكذا وصل العلماء إلى حقيقة هامة :

الارتباط بالسيجارة لا يرجع إلى إدمان النيكوتين الموجود بها ولكن هذا الارتباط نفسي بحت .. واستمرت الدراسات .. ولاحظ العلماء أن الإنسان يبحث عن السيجارة عندما يصاب بالتوتر .. أو الإحساس بالضيق .. أو عند التفكير .. وعند الإحساس بالاكتئاب ..
فإذا زادت الصراعات فى حياة الإنسان فإن عدد السجائر التى يدخنها يزيد ..بل ولوحظ أيضا أنه عند الابتهاج أو الإحساس بالسعادة .. يقبل الإنسان على التدخين شغف!!
وهكذا تأكد وجود هذا الارتباط بين الحالة النفسية وتدخين السيجارة دون أن يكون هناك أى تدخل لعامل النيكوتين الموجود فى السيجارة .. وبدأت الخطوة التالية فى هذه الدراسة .. لقد وضع العلماء الإنسان المدخن تحت الملاحظة الدقيقة أثناء تدخينه للسيجارة .. إنه يلتقط علبة السجائر من جيبه أو من على المائدة بطريقة معينة .. يضرب السيجارة على المائدة قبل أن يضعها بين شفتيه ..
يشعل عود الكبريت ويحيطه بأصابعه بعد أن يشتعل .. يعود برأسه إلى الوراء وهو يسحب أول كمية من دخان السيجارة يطرد الدخان من فمه بعد فترة تطول أو تقصر .. يبدأ فى تحريك السيجارة بين شفتيه لفترة .. يضع السيجارة أمامه ويتابع دخانها .. ويبدأ فى الكلام .. أو الكتابة .. أو حتى النوم بعد ذلك .. كل هذه الحركات لها فائدتها إنها تمتص التوتر الداخلى الموجود عند الإنسان المدخن ..
ومع تكرار أدائه تصبح لازمة شخصية .. فهى جزء من شخصيته .. ولا يرتاح إلا إذا استكمل هذا الجزء الذى أصبح أساسيا ..
ومع استمرار التدخين .. و تتحول السيجارة إلى متعة واضحة فى حياة المدخن ..
وتكون هذه المتعة : عاجلة .. واضحة .. وقوية أيضاً .. وترتفع الصيحات : السيجارة تسبب السرطان .. السيجارة وراء حدوث الذبحة الصدرية ..ولكن طبيعة الإنسان تجعل صوت هذه التحذيرات وغيرها .. خافتا .. فالإنسان يؤمن بالملذات العاجلة الملموسة..
أما أن يقتنع بخطر فد يحدث بعد أعوام طويلة فهذا يحتاج إلى نضج شديد فى العقلية .. وهذا ما لا يمكن الاطمئنان إلى وجوده فى كل مدخن ..
ولكن عندما يرتبط التدخين بحدوث المتاعب والتعاسة .. فإن ارتباط الإنسان المدخن بالسيجارة يختفى ..
فالملاحظ .. أن التوقف عن التدخين يحدث بعد الإصابة بالمرض بل وترتفع صيحات الندم : ياريت عمرى ما دخنت

وماذا عن تأثير السيجارة على الذكاء ؟

لقد اتضح أخيرا أن التدخين له تأثيره الواضح على المخ ..
فى أول الأمر .. اكتشف العلماء أن المرأة التى تدخن خلال فترة الحمل .. خاصة فى الشهور الأولى .. تلد طفلا وزنه أقل من المعتاد .. وحجمه أقل من المألوف ..

واستمرت الأبحاث على هؤلاء الأطفال أبناء النساء المدخنات .. وهنا ظهرت الحقيقة الهامة :

لقد اتضح أن طفل الزوجة التى دخنت السجائر أثناء فترة الحمل أقل ذكاء من الطفل الذى أنجبته زوجة لم تعرف التدخين ..
وهكذا ثبت أن السيجارة تؤثر على وزن المولود .. وحجمه .. وذكائه أيضاً ..

وماذا يفعل دخان السيجارة فى جسمك ؟

قائمة طويلة من المتاعب أهمها :
سرطان الرئة – تصلب الشرايين – تقلص الشرايين التاجية للقلب – متاعب فى الكليتين والأمعاء – التهاب فى القصبة الهوائية ..
وماذا يحدث عندما تدخن كمية من النيكوتين فى جسم الإنسان مع تدخين السجائر ؟
المعروف أن مادة النيكوتين فى حد ذاتها تنبه الجهاز العصبى اللاإرادى .. هذا الجهاز الذى يعمل على إفراز الأدرينالين وهرمون آخر هو النور أدرينالين ..

فإذا حدث ذلك كانت النتيجة :

ضربات أسرع للقلب .. ارتجاف الأطراف .. ضيق فى التنفس .. إفراز كمية أكبر من العرق .. بل وسوء الهضم أيضا ..هذا بجانب متاعب كثيرة فى النوم فالذى لا يدخن يعرف لذة النوم المريح ..

وماذا يحدث عند الابتعاد عن السيجارة ؟

(صداع .. توتر .. عدم رغبة فى النوم .. ملل .. إرهاق ..)
والسبب فى ذلك أن دخان السيجارة الذى يحتوى على النيكوتين ينبه الجهاز العصبى اللاإرادى فإذا اختفى النيكوتين حدث رد فعل الذى ذكرناه الآن ..
وهذا يقودنا إلى سؤال آخر :

هل تدخين السيجارة إدمان أم تعود ؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف أولا ما هو الإدمان ؟

الإدمان :

هو وجود ارتباط بين الجسم ومادة معينة .. هذا الارتباط يكون نفسيا ,, جسديا واجتماعيا أيضا ..
فإذا توقف الإنسان عن تعاطى هذه المادة يصاب بالأعراض الجانبية .مع ملاحظة أنه عند مع ملاحظة انه عند وجود الإدمان يزيد الإنسان من الكمية التي يبتلعها بصفة مستمرة .. وهكذا نجد أن تدخين السيجارة مجرد عادة .. مثل شرب القهوة أو الشاي ..
من كل ذلك يتضح أن ارتباط الإنسان بالسيجارة ليس بسبب النيكوتين الذي يتسلل إلى جسمه خلال التدخين . ولكن لوجود هذه العلاقة النفسية المتشابكة بينه وبين السيجارة .. فالتدخين يخفف التوتر .. الخجل .. الإحساس بالنقل .. عدم التفاعل مع المجتمع ..بل أن السيجارة في بعض الحالات تعطي الإحساس الزائف بالثقة في النفس وتقلل من حدة التوتر

هل يعني ذلك أن التدخين يفيد وانه لا أصل للامتناع عنه ؟

الرد : لا ..
فالتدخين كما يقول تحذير وزارة الصحة ضار بالمدخن..
والتوقف عن التدخين يرتبط بنضج الشخصية التي ترى الأخطار البعيدة ولا تعنيها الملذات الوقتية الحاضرة للتدخين
أما عن هذه الحركات اللاإرادية التي تمتص توتر الإنسان الذي يدخن فمن الممكن استبدالها بحركات لا إرادية أخرى..
مثل السبحة وتحريك حباتها .. وهناك من يقزقز اللب .. أو حتى يمضغ اللبان .. المهم .. أن نعثر على هذه الحركات التي تؤديها لا إراديا فتمتص التوتر الداخلي .. الذي يدفع الإنسان للعودة إلى السيجارة بعد أن يكون قد ابتعد عنها خطوة واحدة بالرغم من معرفته الجيدة لضرر التدخين على الصحة ..
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *